سقف الطابوق الأصفر / عبير سلام القيسي
- الجنوب
- 22 مايو 2019
- 1 دقائق قراءة
شدّني شيئاً ما إلى السماءِ، لم تكن السماء هي السماء
بل كانت مجرد سقف من الطابوقِ الأصفرِ العتيق
عتيق لدرجةِ إن املاح الذكريات، كانت تتكدسُ عليه
لم أعبء لسطح السماء ذاك
و لم يشعرني ذلك بشيءٍ من الخوفِ أو حتى الارتباك
لقد كنت جسدا بشريا صغيرا و ناعما
لم يتذوق بعد طعم الخوف
و من حيث لا أدري ظهر ضوء النهار
و حدث أن أجبر جفناي على الانفراجِ
انفرجا، و تفتحا كما لو إنهما زهرتان تتمطيان على سريرِ حديقتهما الأخضر
كتلة سوداء كانت تخيمُ إلى الجانبِ الأيسر من السريرِ
قطة سوداء جالسة، لا يفصل بيننا سوى بضعة سنتيمترات
أنها شرسةٌ، لقد كان الجميع يشهدُ لها بذلك
تفحصتني، بينما أنا أحلمُ بسقفِ الطابوقِ الأصفر
و تفحصتْ عيناي و هما تتمطيان برويّة بسبب الكسل
مرة أخرى، لم أشعرُ بالخوفِ و لا حتى بالارتباكِ
ربما كانت تظنني قطتها الصغيرة
أو لوحة غريبة مثيرة
ما جعل منها قطة فضولية
لقد كانت تقفُ بكلِ ثباتٍ و ثقةٍ
و كأنها تحاولُ قراءة أو فك شيفرة هذه اللوحة الممددة
و المتروكة أعلى سطح البيت، و تحت أشعة الشمس
على سريرٍ من الحديدِ الصدأ و المتآكل
ثم ماذا ؟
استدارتْ بكل هدوء و ذهبت تتبخترُ بمشيتها
صعدتْ عتبات السلم و كأنها تعزفُ على أصابعِ البيانو بكل رشاقة
متجهةٌ نحو الطابق الثالث من بيتنا، و ولتْ، متوارية عن العيون.

Comments