قصة قصيرة " أمير " | أحمد دهر

قصة قصيرة بعنوان ( قصة أمير ) 

بقلم / أحمد دهر / البصرة 

لم يعرف أصدقاءهُ من أين تأتي رائحة العطر هذه ..! 

فهم لم يشموا منذ مدة من الزمن سوى رائحة البرد والبارود… 

ففي ساحات القتال قلة ما تفوح رائحة جميلة ..

كان العطر يأتي من المقدمة ..

وفي المقدمة لطالما كانت لأمير ذلك الشاب الذي لا تفارق الأبتسامة شفتيه ، والشجاعة عينيه ..

الكل كان يحبه ويستمد الشجاعة من عينيه ، كان فعلاً أمير في خلقه وأمير في هيبته … .

عرف ببسالته في ساحات المعركة .

كان كل أصدقاءهُ يعرفون أن همه الوحيد هو الوطن. الذي يسكن أعماق قلبه… 

يعرفون أنه لا يرى في الموت ألا السعادة… 

لكنه اليوم أصبح بشكل مختلف بياض قلبه طغى على وجنتيه… .! 

حتى تهيئة لهم أنه ملاك بشكل أمير… .

أما سر ذلك العطر والرائحة الزكية التي كانت تخرج منه ، لم يعرفوا سببها ..؟

بدأ صوت الرصاص يعلوا وأمير يهرول للموت والأبتسامة تملأ وجههُ وعينيه .

تعاقبت جثث العدو أمامه… 

كان يهرول ويتمنى من الله أمرين ( خذني أليك يا الله ) والأمر الثاني

 ( أزرع صبر فراقي في قلب أبي وأخوتي ) 

وكلما كان يهرول كانت رائحة المسك تزداد لتملأ المكان… .! 

حتى شعر أصدقائه أن المعركة في الجنة .

وبعد لحضات حل الظلام وتغير حال الكون… ! 

كان أمير واقع وعطر دمائه غطى الأرض 

أخر ما همس بهِ .

( أخبروا أبي أنني في مكان أفضل والملتقى غداً)