(عقول المجتمع عورة وليس أنتِ) ندخل من مجتمعنا العربي الذي يسوده الظلم والتكبر والغدر وعدم تطبيق الاسلام الحقيقي الذي أعطى حقوقاً للمرأة وأخرجها من سلاسل الجاهلية .يكمن السؤال هنا :ما هي الحقوق التي أعطاها الاسلام للمرأة ؟ هل هي المكوث بين أربع جدران وعدم خروجها من هذه الجدران التي تخنقها ؟ أم عدم إخراج صوتها وقول بنعم أو لا ؟ لماذا في الاسلام المرأة جوهرة ولكن يسهل كسرها عكس الغرب لا يمكن كسرها ولها حقوق وحريات لا يمكن للمرأة العربية تقبلها؟ ومن هذا المعنى إن كسر المرأة يعني طلاقها من ذمة الرجل يمكن أن أدخل بتفاصيل أدق من خلال السؤال: هل الحب حرام أم حلال؟ إذا كان حراماً فعندئذٍ يكون حب الله حراماً وحب رسوله وأصحابه حرام وحب أمي وأبي و أختي وأخي أيضاً حرام . ولكن الله قد جعل الحب فطرة ولم يذكر في القرآن أن الحب حرام وأنه لو وضع الحب فقط للرجل فإنه سبحانه و تعالى سيكون قد أخلَّ بميزان العدالة وفرق بين الرجل والمرأة-تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- قال تعالى : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ و مثلما جعل بين كل زوجين مودة ومحبة جعل بينهما أيضا الرحمة وقال الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) : {لم ير للمتحابين مثل النكاح} ويعني أن ينتهي الحب بالزواج و أن يخلو الحب من المحرمات الشرعية،و من المهم أن يكون المحب ذو إيمان قوي بالله تعالى؛ والسبب يعود في أن قوي الإيمان أقوى من ضعيف الإيمان في كبح لسانه وجسده عن الوقوع في الحرام ؛أن لا يذكر المحبوبة أو يذكر اسمها بين الناس أو يعرف بها حفاظاً على سمعتها وعفتها. إلى متى تبقى عقول المجتمع تنظر إلى المرأة على أنها عورة ؟ لماذا لا يدركون بأن عقولهم هي العورة بتفكيرهم اللاأخلاقي ؟ و إلى متى تبقى المرأة حبيسة جدرانها وسلاسل الجاهلية ؟إذا أحبت ،إذا تكلمت و إذا خرجت وعملت و إذا نظرت أو ضحكت أو لم تصم أو تصلي أو حتى إذا أخذت رشوة في عملها قالوا عنها خارجة عن الشريعة الإسلامية وأنها زانية ،فتكسر ولا يمكنها بعد ذلك أن تكمل، فترجع حبيسة جدرانها فينظر لها بقية المجتمع على أنها مجرد عاهرة ومحطة للرجال. و إذا تكلمنا عن الرجل الذي يزني ويسرق يغش ولا يصلي ولا يصوم ويخل بما شرع الله من حدود ويحب أكثر من امرأة وينظر إلى ما هو محرم فلا يمكن أن يكسر أو يقال عنه شيء ويمكن أن يكمل حياته بل ينظر المجتمع إليه على أنه كامل الرجولة .. مقارنة صعبة بين الرجل والمرأة وهنا يفوز الرجل بعدالة المجتمع المتخلفة.و تُركن المرأة الى زاوية النسيان وحدود الجدران وتربية أطفالها ،فتربي طفلة منتظرة قيودها وطفلاً الذي ينتظر دخوله إلى هذه المقارنة والفوز والصعود على كاهل المرأة ..
Comments