top of page

رضوان عاشور| قراءة في نص الشاعر (طلال بدوان) قهوة على مائدة الكلام

  • صورة الكاتب: الجنوب
    الجنوب
  • 15 مارس 2016
  • 2 دقائق قراءة

قراءة في نص الشاعر (طلال بدوان) قهوة على مائدة الكلام يفاجئنا الشاعر بصورة غزلية جميلة كلقاء حبيبين في خلوة تحت دالية تساقط عليهمل ثمارها نبيذا معتقا من قرون فالعتطفة الانسانية موجودة منذ بدء الخليقة فهي تسير في العروق مع الدم لتصب في سويداء القلب معلنة عن ثورة المشاعر فيما نسميه نحن انسجام روحين وتلاقي قلبين واتحاد مزاجين في بوتقة الحب ذلك الانسجام المفعم بالحياة والجمال والروعة يداعب الحرف خد الفكرة يسيل لعاب اللغة يبتل المعنى بنسق الخط هذا المشهد الذي ملأه الشاعر بالحياة والحركة جعل للحرف يدا وجعل للفكرة خدا ينسجم مع هذه المداعبة يحس بها ويتفاعل معها لدرجة ان كل ما يحيط بهذا الخد (الفكرة) يجعل لعاب اللغة يسيل فتستقبل تلك المداعبة بشهوة جامحة وشبق جميل يذكرنى ذلك بقول الشاعرة الرائدة نازك الملائكة احبك عندما تتنزه وحيدا علي مسرحي وكأن هذه النزهة هي بداية لعملية الانجذاب والانصهار والتوحد حتى يبتل المعنى بنسق الخط وكأن الندي يتساقط على كتفي المعنى فيبتل القلب ويتحول هذا البلل الى سهولة فى النطق والتعبير بمصطلاحات جميلة تتسابق للخروج لِتعْبر جسر اللسان وتعبّر عن الاحساس المطلق والجميل وكانها فى تسابقها اطفال فى زي جميل يتسابقون للحصول على حبة حلوى ترتل الفقرة ابتهال القافية يتبعثر الكلام يتعثر الصمت ايا كان اللفظ سرعان ما ينسي الاسم عدد الفواصل التى تنام على سطور فقرة مجزومة.. هذه الصورة الجميلة وهذا التوحد الفريد يوحي بان للقافية روح مع كل هذا الجمال ترفع يدها فى ابتهال تعبيرا عن الشكر لحصولها على تلك اللحظة الجميلة التى تبعثر فيها الكلام وتعثر الصمت فكان اللفظ اسمي من ان يقال وكأنه موسيقي سماوية ترتلها الملائكة فى حضرة الالاه لا شئ يفضل بين الدعاء والترتيل والاستماع والقبول كل شئ مقطوع مجزوم بتاكيد الحضور وتاكيد الفعل والتاثير الامثال تختال على شاطئ النقطة تطرح على ارض التفعيلة ديوان يبكي اي شئ يقال او يكتب او يسمع لا يتماثل مع روعة وجمال اللحظة التى تعاش لا امثال ولا مواقف ولا قصص ولا احاديث عابرة ولكن الوقوف على شاطئ النقطة هو استرجاع لما سبق من جمال والوقوف عنده واعمال المخيلة البشرية فى تحديد معالم الصور والايحائات والرموز في ديوان شعر تحكمه التفعيلة ويشده النظام السيمتري العمودي المليئ بحزن الفقد والبعد والحنين فهو يبكى شوقا دموعه عجزت الكلمات عن التعبير عنها لكنه النص بعد التزاوج الروحي بين الفكرة والحرف والمعنى جاء ميلاده مسرعا يلاحق المفردة المتخفية فى جيب القاموس فيرسم البهجة على وجه الصفحة فتضي روعة وتزهو جمالا ... هذا ما جادت به مخيلتى وقراءتي لفقرة واحدة فى هذا النص من ديوان الشاعر الفذ (طلال بدوان) وما استوعبنه مخيلتي من صور رسمها الشاعر فى ديوانه قد اكون ابتعدت عن قصد الشاعر ولكن ابحرت فى المعنى وغصت جيدا حتي استخرجت هذه اللالئ لانثرها عليكم علها تنال اعجابكم ارجو ان اكون قد وفقت فى اعطاء هذا الشاعر حقه من الانصاف بعيدا عن المحاباة والمغالاة والتثبيط


 
 
 

Comments


bottom of page