top of page

قصة قصيرة (بلا محطة ) | احمد دهر

  • صورة الكاتب: الجنوب
    الجنوب
  • 15 فبراير 2016
  • 1 دقائق قراءة

قصة قصيرة بعنوان (بلا محطة ) بقلم / احمد دهر العراق - البصرة

جاء مسرعا" لكي يركب الباص فهو يوشك على الأنطلاق وبمجرد ركوبه أنطلق الباص جلس في احد مقاعد منتصف الباص اسند رأسه وراح يتأمل من النافذة ينظر الى الطريق ولا يراه فقلبه يعتصر ....والذكريات انهكته .... المقطع الاخير من ( الأطلال )في الراديو ذلك المقطع الذي يهرب منه فهو لا يقوى على سماعه ..... وبدأت ام كلثوم تقول ( ياحبيبي كل شيء بقضاء مابأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا اقدارنا ذات يوما بعدما عز اللقاء.....) هنا بدأ يختنق وأستعد الى الجملة الاخيرة من الأطلال لأنها ترديه قتيل كلما سمعها (فاذا أنكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كلا" الى غايته لا تقل شئنا فأن الحظ شاء ......) أرخى جفونه للدموع دون ان يهمس بصوت..... راح يتذكر كلماتها الاخيرة قبل اعوام .. حين قالت له انساني سأتزوج حاول ان تبدأ من جديد . اجابها لا يمكن .... فأنا لا أضع قدمي في النهر مرتين وأنتي كنتي نهر حياتي ... وقتها لم تأخذ كلامه على محمل الجد ... وحين رأها قبل ان يركب الباص هي وزوجها وأبنها.....! بقي متسمر في مكانه وكأن نيزك سقط في صحراء قلبه ذهول الصدفة اراد ان يقتله وانفاسه وصلت الى الرمق الأخير وعيناه بقيت شاخصة بخطواتها لم يراها ألا بوجهها الذي عرفه ولم ينتبه الى مافعلت السنين بها .... انزلت عينيها ومرت بجانبه راح يقبض على انفاسه لعله يحتفظ بعطرها داخله ..... واسته حين نادت بأسم أبنها كان يحمل نفس أسمه .....! وبدأت تتلاشى في الزحام استفاق من ذكراه على صوت السائق وهو ينادي ألم تسمعني .... خمس مرات أكلمك فلا ترد أين محطتك .....؟ مسح دموعه ... واجابه بعبرة الصوت أبقى سائرا" فشوق العاشقين بلا محطة .


 
 
 

Comments


bottom of page