top of page

و لأننا نختلف كباقي الأشياء | مجيدة البالي

  • صورة الكاتب: الجنوب
    الجنوب
  • 12 فبراير 2016
  • 2 دقائق قراءة

_ و لأننا نختلف كباقي الأشياء _

لكم هذا اليتم الداكن على امتداد العجز

و قصيدة مبثورة بين سواد الألوان على هامش الكلام

كريشة منهكة وسط الحرائق تعيد ترتيب مسميات البركان في المجاز

لكم انتم ...او انتم... او هناك ...

الذين مروا بخف الريح فوق ازرق الشفاه

الذين طرزوا موتهم بعناية فوق شراشف الغياب

الذين ختموا الذكر الف مرة قبل بسملة الوضوء و الضوء

لكم ما تبقى الان من الضجيج المذبوح تقربا لالاه السكون

و شامة الخطيئة مصلوبة على جذع القلوب اليابسة

لكم كل شيء ... الا ما صدحت به الحمامة هناك ...

كلما احتج المجاز عن " الان "

ارتفع صدر الحمامة قليلا بقمح الحياة

توزعه على الصغار و أسلاك شائكة تهزم قسوة الكهرباء

تملؤه مرة اخرى بلا ملل و تنتظر انسحاب السواد

هل سيدركني الصباح ؟؟؟

هذا ما تقول الحمامة و لا تنام ...

نبني صرح الموت بالتدريج في كل قصيدة

نرصعه بالتأويل و البلاغة المشحونة بركاكة الحياة...

نعتليه كملوك حكمت قرطبة في حلم بهيج

ثم قادها صوت الاذان فجاة لمقبرة الاستيقاظ...

للمتاهة خرير يشبه الهطول ...و راس الحقيقة يلتحف العراء

مضاجع البلل بالخوف يقض سرير الحمامات هناك

و البنادق تهوى صيد القمح... و حصاد الاعناق

بين كل رصاصة و رصاصة يحيى الموت

يجدد خلايا الجمود فينا ... ينتعلنا و ينصرف !

نشبه مرايا الظلام في عرينا المشتبه فيه

نرى " اللاشيء" يمر منا الى المرايا

او يمر من المرايا إلينا ... او ربما نلتقي معا على امتداد الذهول...

نعانقه املا منا بولادة " الشيء "

نكبًره و نقع له ساجدين ...

و لا شيء في الحقيقة يشبهنا مرتين !!!

هو السراب في حلة البهاء و عشق الوطن

هو الخوف من خرافة الخلود على هامش المنسي

و ارض لا تهوى من تراب الوجود الا الهجر

نتربع عروش الجبال النائية لنتشكل من جديد

نتعمد التخفي وراء ظل اي شيء سوي ... و نبتسم !

بكل اللغات نرد تحايا الأفواه الغريبة

الا واحدة من أنفسنا...

نتركها معلقة بالمرأة كل صباح ... و ننصرف !

مجيدة البالي


 
 
 

Comments


bottom of page